تُكنى بأم المنذر.. صحابية جليلة وإحدى خالات رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من جهة أبيه، أخوها سليط بن قيس فارس هصور -أسد- شهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بلاءً حسناً.
عندما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة، أسلمت أم المنذر على يد الصحابي الجليل مصعب بن عمير رضي الله عنه وكانت من النساء اللاتي بايعن رسول الله صلى الله عليه وسلم البيعتين، وصلّت معه صلى الله عليه وسلم القبلتين.
تحدثنا أم المنذر رضي الله عنها وتقول: جئتُ رسول اللَّه فَبَايَعْتُهُ في نسوة من الأنصار فلمَّا شَرَطَ علينا أن لا نشرك بالله شيئاً ولا نسرق ولا نزني ولا نقتل أولادنا ولا نأتي ببهتان نفتريه بين أيدينا وأرجلنا ولا نعصيه في معروف قال: «ولا تغششن أزواجكن» قالت: فبايعناه ثم إنصرفنا، فقلت لإمرأة منهن: إرجعي فسلي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما غش أزواجنا؟ قالت: فسألته فقال: «تأخذ ماله فتحابي به غيره» أي تتصدق بماله من غير إذنه.
وكان صلى الله عليه وسلم يزورها ويأكل عندها ويشير إلى أن طعامها أنه ذو بركة ونفع وفيه شفاء.. قالت رضي الله عنها: دخل عندي رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي ناقه -أي متماثل للشفاء- ولنا دوالي معلقة، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل منها، وقام علي ليأكل، فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي: إنك ناقه -أي ما تزال مريضاً- حتى كفَّ علي -أي عن الأكل- قالت: وصنعت شعيراً وسلقاً فجئت به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا علي أصب من هذا فهو أنفع لك» أي كُلْ منه.
رضي الله عنها وأرضاها..
المصدر: مجلة الفاتح.